الرئيسيةالمقالاتالمهاتراتُ بين الجمهور قبل الإنتخابات

المهاتراتُ بين الجمهور قبل الإنتخابات

( المهاتراتُ بين الجمهور قبل الإنتخابات )
ما إن يَقتَربُ موعِدُ الإنتخابات ويُعلَنُ عن موعدها من قِبَل المفوَّضية حتى { تبدأ رحمة الله } كما يقول المثَلُ العراقي فيَظهَرُ بين الجمهور من هو مادِح لسياسي ما ومن هو قادِح . نقرأُ ذلك في صفحات الفيسبوك أو خلال گروبات بعضُ السياسيين وتنهالُ الشتائم والصراعات في المنشورات ، حينها يحاولُ البعضُ من الجمهور التسقيط السياسي للمُرشح الفلاني أو النائب الذي سيرشِحُ مرةً أُخرى ، وكُلُّ هذا سببهُ عدم الفهِمُ الحقيقيُ للديمقراطية لا من قِبَل السياسيين أنفسَهم ولا من قِبَل الجمهور ، لأننا شعب أُعطي نظاماً ديمقرطياً دونَ أيُ مقدمات ، ومع ذلك هذا لايُعفينا من أن نبقى غيرُ مثقفين ديمقراطياً فيما يخص السياسية لحد الآن ، لأنَّه مضى علينا مايُقارب أكثرُ من عشرين عاماً ، لكن للأسف أغلَبنا لم يتعلم معنى الديمقراطية وحريَةُ التعبير بشكل حضاري كما في الدول أُلاخرى . السياسيُ من جِهة إذا عارضتَهُ يستخدم معك الدكتاتورية ويقمَعُك ومن جهةٍ أُخرى يقول نحن نظامٌ ديمقراطي أي إنَّهُ يُطبق الديمقراطية التي كَفلها لهُ الدستور كفائدةٍ شخصية من حصانة ورواتب وتقاعد وتخصيص أفراد من الحمايات وغيرها ، أما حقوقُ التعبير عن الرأي التي كُتبت في مواد الدستور التي تخُص المواطنين يتغاضى عنها بل يقف بوجهها بشِدة إذا تعارضت مع مصالحه ومصلحةُ حِزبه أو كُتلتِه التي ينتمي إليها ، لذا نجِدُ البعض يستخدم الجيوش الألكترونية التي هي عبارة عن مجموعةً من الأشخاص يمتلكون أكثر من حِساب وهمي في صفحات الفيسبوك وغيرها من المواقع على الإنترنت لغرض تلميع صورته أو القيام بهجماتٍ شرسه ضد أي خصم سياسي له ، طبعاً هذه الجيوش تقبض الثمن على شكل راتب شهري وهُم مخصَّصونَ لهذهِ الواجبات ، لذلك تجِدُ السياسي يتفرج على التناحر بين جمهوره وجمهوره خَصمه وهذا كله بسبب قلة الوعي . ليس من العَيب إنَّ المواطن يقتنعُ بمرشحٍ ما للإنتخابات وهذه قناعة شخصية في داخلِه قد تكون أسبابها مُتعدِّدة منها شخصية أو صِلةُ قرابة أو له تاريخ وظيفي ناجح أو غيرها من الأسباب .لكن مع ذلك عليك أن تحترم قناعةَ غيرك بالمرشح الاخر الذي تكون لهُ أسبابهُ أيضاً ، وعليك عدم التهجم عليه بسبب دعمِه لمرشحه لأنَّ فَرضُ الإرادة بالقوةِ غيرُ مُمكن في هذه المسائل . إن كنت ذكياً حاول إقناعه سياسياً ليكون من الناخبين والداعِمين لمرشحك ، وأضربُ لكم مثلاً بسيطاً عن الرقم 6 باللغة الإنگليزية عندما يُوضع بين شخصين شخص يقرأه رقم 6 أما الآخر يقرأه رقم 9 وكِلا القراءتينِ صحيحة لأنَّه من جهتك يظهر 6 ومن جهة الشخص الآخر رقم 9 كذلك الإختيار للمرشحين ، بعضُ الجمهور ينظر لمرشحهم أفضلُ من مرشحك وأنت تنظر إنَّ مرشحك هو ألأفضل ، أتَحدَثُ عن تجربة هناك بعضُ الجمهور الذين يُخطئونَ في إنتقادهم السلبي لبعض مؤيدي المرشح الآخر مما يجعل الآخرين غير مقتنعين بالمرشح الذي يدعمونه ليس كرهاً به لكن بسبب هذا الإسلوب . كما إنني أقدم نصيحة لكل جمهور ما أن تنتهي الإنتخابات ويفوز فيها سين وصاد من المرشحين إلا ويتصلُ بعضهم البعض فيما بينهم لتقديم التهاني والدعوة لكي يتحدوا أو للعمل في كُتلةٍ واحدة ، ومهاترات الجمهور والشتائم تذهب في مهب الريح بين المرشحين إلا إنها تبقى ندبة في قلوب الجمهور فيما بينهم . لذلك ثقف لمرشحك وتواصل مع من تعرفه سواء كان صديق أو قريب من جمهور المرشح الآخر ولاتقطع تواصلك إن كان صديقاً سابقاً إليك أو من أقاربك أو من منطقتك . الذكي هو من يستطيع أن يَحصدَ أصوات للمرشح بالطريقة الصحيحة للتثقيفِ له أو بأخلاقه أو قناعةُ الناس به كأحد أفرادُ تلكَ الحملة ، أما غير ذلك من عنتريات وغيرها لن تَجنى منها غير الخيبةُ والخسران . كما إنني ككاتبٌ لهذا المقال أضعُ اللوم على المرشح الذي يسمح لجمهوره بالتثقيف له عبر الغلَط أو التهجم على منشورات البعض ممن يدعَمون مرشحاً ما لأنَّ الناس تقرأ وتطلع على تلك المشاكل وتكون حكماً داخلياً في أنفُسها وتوجِهُ اللوم عليك ، يفترض أن يتخذ قادةُ حملتك إنجازاتك وتاريخك وما قدمته وما ينتظر منك أن تقدمه مستقبلاً في حالة الفوز بعضوية البرلمان ، هذه القضايا هي من تتصدرُ مواضيع التثقيف الإنتخابي غير ذلك فأنت واهم إن ظنيت إنك ستفوز ، وإعلان النتائج سيصيبك بصدمةِ الخسارة التي نكتُبها إليكَ منذُ الآن قبل أن تتفاجأ بها .

الكاتب / محمد عطيه الذهبان

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -spot_img
- Advertisment -spot_img

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

جليل الغريب على ليلة ضلمة
شذى عبد على شخصية من بلادي
الفنان الصغير على غداً هو يوم جديد
الفنان الصغير على إذا استعت أن تحسن حياة انسان