الطائفية كأداة انتخابية: جهل بالمشروع الوطني وتخدير للمجتمع
مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في العراق، تتصاعد مجددًا وتيرة الخطابات الطائفية التي يستخدمها بعض المرشحين كوسيلة للترويج الانتخابي، في ظل غياب الوعي الوطني الحقيقي، وضعف الإدراك الجمعي لمخاطر هذا النهج الإقصائي.
ويحذّر مركز العراق لحقوق الإنسان من أن هذا النوع من الخطاب، ورغم فعاليته المؤقتة في كسب بعض الأصوات، يُعد أداة خطيرة تهدد وحدة المجتمع العراقي، وتُعمّق الانقسامات الداخلية، بدل أن تعزز الانتماء إلى مشروع وطني جامع.
إن استمرار اعتماد الكتل السياسية على الطائفية يعكس بوضوح ضعف البرامج الانتخابية، وغياب الرؤى التنموية الحقيقية، في مقابل تركيز مقلق على استثارة الهويات الضيقة، وتخدير الوعي الشعبي بشعارات لا تُجدي نفعًا في بناء دولة عادلة ومستقرة.
وفي هذا السياق، يدعو مركز العراق لحقوق الإنسان إلى اتخاذ إجراءات حازمة لردع المروّجين للخطاب الطائفي، أياً كانت مواقعهم، ومحاسبتهم قانونيًا، إلى جانب العمل على تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة هذا الخطاب، والدفع نحو تشريع قانون في مجلس النواب العراقي يُجرّم الطائفية السياسية، ويمنع من يستخدمها من الترشّح أو ممارسة العمل السياسي.
بقلم رئيس مركز حقوق الإنسان الاستاذ علي العبادي