فن النحت في العهد البابلي القديم

ونعني بقدسية الخامات هو خاصيتها المتحركة (فوق) طبيعتها… بوصفها (مخابئ) تسكن فيها الأرواح، فارتقت لمثل هذا الحراك من كينونتها بوصفها اشكالا مادية الى التشفير عن قوى مؤثرة كامنة فيها.
في محاولتنا تأسيس عدة للحفر في في أجسام المنحوتات البابلية لابد لنا من فحص عقدة الشكل بوصفه الحامل لمقولة هذه المنجزات الشكلية الذي يعلن عن تلك المفاهيم التي اجتازت الفكر البابلي ليس بمعنى التوضيح وانما بالاختزال والتبسيط والتجريد؛ لابداع منظومات شكلية تخبئ في ذاتها قوتها المثالية وهو ذلك الكيف المتصف بالارادة والوعي والقصد.
توزعت المنجزات النحتية في هذا العصر الذي دام حوالي الخمسة قرون على جنسين هما : التماثيل المجسمة والمنحوتات البارزة… التي شهدت تنوعاً في مواضيعها وخاصية استعارة خاماتها وانظمتها الشكلية ، وسنستعرض في دراسة لاحقة التماثيل بوصفها افضل الوسائل لتمثيل الشخصيات كحالات فردية مهما تجردت من ذاتيتها وسنعقبها بدراسة المنحوتات البارزة لكونها فن الجماهير البابلية.